ولدت هايدي مرسيدس سوسا، والمعروفة بلقب "لا نيغرا"، في 9 يوليو 1935 في مدينة سان ميغيل دي توكومان بالأرجنتين. تنحدر سوسا من عائلة متواضعة وأصولها تعود إلى شعب الدياجويتا الأصلي. بدأت مسيرتها الفنية في سن الخامسة عشرة بعد فوزها بمسابقة غنائية في إذاعة محلية، مما شكل نقطة انطلاق لرحلة موسيقية رائعة.



الالتزام السياسي والموسيقي

تميزت مرسيدس سوسا بالتزامها السياسي العميق، حيث استخدمت موسيقاها للدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة وإيصال صوت من لا صوت لهم. انضمت إلى الحزب الشيوعي الأرجنتيني في عام 1960 وأصبحت صوتاً للعدالة الاجتماعية من خلال أغانيها. أصدرت ألبومها الأول "صوت الزافرا" في عام 1962، ليكون بمثابة حجر الأساس لحركة "النوفو كانسيونيرو" التي تهدف إلى تعزيز الموسيقى الشعبية مع تضمين الرسائل الاجتماعية.

خلال السبعينيات، ومع وجود الأرجنتين تحت حكم الديكتاتورية العسكرية، واجهت سوسا الحظر على ألبوماتها والرقابة الشديدة. اعتقلت في عام 1979 خلال حفل غنائي قبل أن تضطر للمنفى في أوروبا، حيث واصلت الغناء من أجل العدالة الاجتماعية. عادتها إلى الأرجنتين في عام 1982 تزامنت مع نهاية الدكتاتورية، حيث استقبلت استقبال الأبطال.

المساهمات الفنية

كانت ديسكوغرافيا مرسيدس سوسا غنية ومتنوعة، حيث سجلت ألبومات مؤثرة مثل "الميسا كريولا" (1999) و"كانتورا: رحلة حميمة" (2009)، الذي جمعها مع فنانين لاتينيين آخرين. بفضل صوتها القوي والمعبر، قامت بتقديم أعمال لشعراء وملحنين مثل أتاوالبا يوبانكي وفيوليتا بارا، مما ساهم في شهرتهم.

حظيت سوسا بتقدير واسع وفازت بالعديد من الجوائز خلال مسيرتها، بما في ذلك عدة جوائز غرامي لاتينية ولقب سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو في عام 2008. وغالباً ما تُوصف بأنها "ضمير أمريكا اللاتينية" لدورها في النضال ضد الظلم الاجتماعي وحقوق الإنسان.

الإرث

توفيت مرسيدس سوسا في 4 أكتوبر 2009 في بوينس آيرس عن عمر يناهز 74 عاماً. كان لوفاتها وقع كبير في العالم الموسيقي والاجتماعي. تركت وراءها إرثاً دائماً كفنانة ملتزمة استخدمت صوتها للدفاع عن القضايا التي كانت تؤمن بها. لا يزال تأثيرها يلهم العديد من الفنانين والنشطاء في جميع أنحاء العالم.