يجتمع عملاقان من عمالقة الموسيقى العالمية في تعاون فني فريد يجسد التناغم بين الشرق والغرب. فقد أطلق الملحن البريطاني-الإيراني سامي يوسف والمطرب الإيراني همايون شجريان عملاً موسيقياً طموحاً بعنوان "إكزيستنشيا"، يمثل نقطة تحول في مسيرة الموسيقى العالمية المعاصرة.

يتميز هذا العمل الفني بمشاركة أكثر من مائة موسيقي من أربع قارات مختلفة، حيث يمزج بين عذوبة الآلات الموسيقية التقليدية التي يعزف عليها فنانون مهرة من تركيا وأذربيجان وإيران، وأنغام الأوركسترا الفيلهارمونية الأوروبية، مع مشاركة جوقتين غنائيتين من الهند والمغرب.

يعد سامي يوسف، المولود في طهران عام 1980 والذي نشأ في لندن، من أبرز الموسيقيين المؤثرين في مجال موسيقى العالم. وقد حقق نجاحاً باهراً مع ألبومه الأول "المعلم" عام 2003، الذي باع أكثر من سبعة ملايين نسخة. أما همايون شجريان، البالغ من العمر 49 عاماً، فقد تتلمذ على يد والده الأسطورة محمد رضا شجريان، وأطلق أكثر من عشرين ألبوماً منذ بداية مسيرته في التسعينيات.

تستلهم كلمات العمل، المكتوبة باللغتين الفارسية والعربية، من التصوف العالمي لجلال الدين الرومي وبايزيد البسطامي، مستكشفة مفاهيم الوحدة الكامنة في الخلق، متجاوزة الحدود الثقافية والحضارية. يمثل هذا المشروع مزيجاً رائعاً بين التراث والمعاصرة، يقدمه فنانان في قمة إبداعهما الموسيقي.