يُعد أنوار براهم، المولود في 20 أكتوبر 1957 في تونس العاصمة، واحدًا من أبرز الموسيقيين في العالم العربي، حيث جمع بين الموسيقى الكلاسيكية العربية والفلكلور والجاز في أعماله الفريدة.
شأ براهم في حي الحلفاوين بتونس، وبدأ رحلته الموسيقية بدراسة العود في المعهد الوطني للموسيقى منذ سن العاشرة، تحت إشراف الأستاذ علي السريتي. في عام 1981، انتقل إلى باريس حيث تعاون مع فنانين مختلفين وبدأ في تأليف موسيقى للسينما والمسرح التونسي.
عند عودته إلى تونس في أواخر الثمانينيات، اكتسب شهرة واسعة على المستوى الوطني. وفي عام 1987، تم تعيينه مديرًا للفرقة الموسيقية لمدينة تونس. وقّع بعدها عقدًا مع شركة ECM Records وسجل مجموعة من الألبومات التي نالت استحسان النقاد.
يشتهر براهم بتحديثه لدور العود التقليدي من خلال مزجه بالموسيقى الغربية، ولا سيما الجاز. يتميز أسلوبه بالمزج بين التقنية المستوحاة من الموسيقى التركية والعزف الدقيق والحساس، مع الارتجال الذي يشبه فن التقسيم التقليدي. يسعى براهم دائمًا إلى تقديم نهج موسيقي مستقل في الموسيقى التونسية.
خلال مسيرته، تعاون براهم مع العديد من الموسيقيين العالميين مثل جون سورمان، دايف هولاند، يان جاربارك، وجاك ديجونيت. وقد حصل على عدة جوائز، من بينها الجائزة الوطنية الكبرى للموسيقى في تونس عام 1985.
من أبرز ألبوماته "بارزاخ" (1991)، "ثمار" (1998)، "رحلة سحر" (2006)، "العيون المدهشة لريتا" (2009)، وقامات زرقاء" (2017). لا يزال براهم يقدم حفلات موسيقية حول العالم، مقدماً فنه الفريد الذي يتجاوز الحدود الموسيقية التقليدية.