يقدم المؤلف الموسيقي بهزاد عبدي تحفة موسيقية تجمع بين عراقة الدستگاه الإيراني وجماليات الموسيقى الكلاسيكية الغربية في عمل أوبرالي فريد. وتعد هذه الأوبرا، التي كتب نصها المخرج المسرحي وفنان الدمى الإيراني المرموق بهروز غريب بور، أول أوبرا وطنية إيرانية تسجل حضورها على الساحة الموسيقية العالمية.
يستلهم العمل سيرة وكتابات العالم والشاعر والمتصوف الفارسي جلال الدين الرومي من القرن الثالث عشر، حيث يروي قصة لقائه الروحاني مع شمس التبريزي. وتتميز الموسيقى التصويرية للعمل بمزجها المبتكر بين إيقاعات رقصة السماع الصوفية والألحان الشرقية مع الأوركسترا السيمفونية، مما يخلق نسيجاً موسيقياً غنياً يتراوح بين الغنائية العذبة والدراما المكثفة.
يجسد هذا العمل الموسيقي، الحائز على جوائز عديدة، نموذجاً متميزاً للتواصل الثقافي بين الشرق والغرب، ويؤكد قدرة الموسيقى المعاصرة على تجسير الهوة بين التقاليد الموسيقية المختلفة.