هيلديغارد دي بيغن: موسيقى العصور الوسطى تلهم موجة الفنانين التجريبيين والمعاصرين

أضيف بتاريخ 07/18/2025
دار سُبْحة


تعود إلى الواجهة موسيقى العالمة والأديبة الألمانية هيلديغارد دي بيغن، راهبة القرن الثاني عشر التي ارتبط اسمها بالروحانية والجمال الصوفي في الغرب المسيحي. فبينما كانت موسيقاها تعزف في الأديرة والصلوات، نجدها اليوم تفيض بإلهام جديد في ساحات الحركات الفنية التجريبية، من موسيقى البوب البديلة إلى مدارس الجاز الحديث عبر أوروبا وأمريكا.

ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن موجة الاهتمام المعاصر بأعمال هيلديغارد انطلقت عام 1985، مع نجاح تسجيل "ريشة على نسمة الإله" بحصوله على جائزة غراموفون المرموقة. وتواصلت المسيرة حتى صار اسمها يُستحضر وسط أجيال من الموسيقيين المجددين، مثل جوليا هولتر في البوب، ولاورام كانيل في التيارات النيو-ميدييفالية، وفرق الجاز الثنائي مثل نوح بريمينغر وروب غارسيا. أما التراكيب الصوتية لدى فنانين مثل "تارتا ريلينا"، فقد مزجت النور بالظلال، لتقدم موسيقى هيلديغارد كأنها "رفيقة مثالية للحياة" في كل تعبيراتها.

تعكس هذه العودة صلة الماضي بالحاضر، حيث يجد الفنانون المعاصرون في تراث هيلديغارد بعداً عميقاً من التأمل، وقدرة موسيقاها على استخراج القوة من الضعف، والنور من العتمة، والسمو من الواقع. هكذا تثبت أعمال هيلديغارد أن روح الفن قادرة على عبور القرون لتغير، من جديد، شكل التذوق الموسيقي والمدارس الفنية الحديثة.